زد: تجربة سعودية تعيد تعريف الوجبات الجاهزة للأكل

قصة المؤسس –زِد | فودتك السعودية

وسط ازدياد الطلب على خيارات صحية وسريعة في قطاع الأغذية، ظهرت زد كعلامة سعودية تقدم نموذجًا مختلفًا يوازن بين جودة المطاعم وسرعة الوجبات الجاهزة للأكل. اعتمدت الشركة منذ البداية على بنية تحتية قوية، من مصنع مركزي متطور بمساحة 5,600 متر مربع، إلى شبكة فروع وآلات خدمة ذاتية منتشرة في مواقع حيوية، لتصبح منصة غذائية حديثة تستجيب لاحتياجات العملاء اليومية وتواكب نمط الحياة العصري.

في هذا الحوار، يصحبنا مؤسس زد في رحلة بدأت بشغف صناعة الجيلاتو، وتطورت إلى قصة ريادة محلية تهدف إلى بناء علامة سعودية عالمية.

1. من أنت قبل زد؟ وما الذي دفعك لدخول هذا المجال؟

بدأت رحلتنا في عام 2010 بتأسيس معمل لإنتاج الآيس كريم، وكانت تلك هي الخطوة الأولى لشركة الازدهار. ومع تطور العمل افتتحنا محل مختارات زيد للحلويات والآيسكريم، ثم توسعنا أكثر بافتتاح مطعم دار زيد الذي قدّم وجبات بطابع منزلي أصيل.

ومع الخبرات التي اكتسبناها عبر هذه السنوات وفهمنا لسلسلة القيمة الغذائية من الإنتاج وحتى وصول المنتج للمستهلك، انطلقت فكرة زد كعلامة سعودية حديثة تقدم خيارات صحية وسريعة بجودة عالية ومرونة، لتكون قادرة على التواجد في أي مكان وتلبية احتياجات العملاء اليومية.

2. كيف بدأت فكرة زد؟ وما الحاجة أو الفجوة التي ألهمتك لإطلاق هذا المفهوم؟

من خلال تجربتنا في مطعم “دار زيد”، لاحظنا ما يواجهه العملاء يوميًا. كثير منهم كانوا يبحثون عن وجبات صحية وطازجة لكنهم يضطرون للانتظار طويلًا، بينما يلجأ آخرون إلى الوجبات السريعة المتاحة فورًا رغم ضعف جودتها. هذا التباين كشف لنا فجوة واضحة في السوق، وأكد وجود حاجة إلى نموذج جديد يجمع بين السرعة والجودة.

ومن هنا وُلدت زد، لتقدم مفهومًا سعوديًا مبتكرًا للوجبات الجاهزة للأكل؛ وجبات بمستوى مطاعم عالية الجودة، تُقدَّم بسرعة تناسب وتيرة الحياة العصرية، من دون أي تنازل عن الطعم أو القيمة الغذائية.

3. ما أبرز التحديات التي واجهتموها في تقديم وجبات عالية الجودة ضمن نموذج الوجبات الجاهزة للأكل؟

أكبر تحدٍ واجهناه كان الحفاظ على نفس مستوى الجودة والطازجية مع التوسع السريع وافتتاح المزيد من الفروع. وللتغلب على ذلك، استثمرنا في إنشاء مصنع مركزي متطور بمساحة 5,600 متر مربع، مجهز بأحدث التقنيات وقادر على تجهيز آلاف الوجبات يوميًا بمعايير موحدة. أصبح هذا المصنع القلب النابض لـ زد، حيث مكّننا من ضمان الاتساق في النكهات والجودة عبر جميع الفروع، وفي الوقت نفسه دعم قدرتنا على النمو وتلبية الطلب المتزايد بكفاءة.

4. كيف أثّرت خلفيتك وتجاربك السابقة في صياغة نموذج زد؟

أؤمن أن كل مشروع ناجح هو انعكاس لتجارب مؤسسه. خبرتي في صناعة الجيلاتو علّمتني أن التميز لا يكمن فقط في الطعم أو الخدمة، بل في بناء منظومة متكاملة. لذلك فكرت منذ البداية في سلسلة القيمة بأكملها: من المصنع، إلى التكنولوجيا، إلى تجربة العميل. والنتيجة أن زد لم تعد مجرد مطعم أو تطبيق، بل منصة غذائية متكاملة.

5. كيف طورتم تجربة العميل لتجمع بين السرعة والجودة والمرونة؟

منذ اليوم الأول وضعنا العميل في قلب كل قرار. في الفروع، حرصنا أن يجد وجبته جاهزة في أقل من دقيقتين، مع الحفاظ على الجودة. وفي التطبيق، أطلقنا خدمة الاشتراكات عام 2024، وكانت نقطة تحول مهمة. ورغم غياب الحملات التسويقية، شهدت الخدمة نموًا طبيعيًا بفضل ثقة العملاء، حيث تتيح لهم الاشتراك الأسبوعي أو الشهري، واختيار وجباتهم وتحديد أوقات الاستلام، مع مرونة في تعديل الخطة أو تغيير الوجبات في أي وقت.

كما يشرف خبراء تغذية على تصميم الوجبات لتكون متوازنة غذائيًا وتلبي احتياجات متنوعة. بهذه المنظومة نجحنا في الجمع بين السرعة والراحة من جهة، والجودة والصحة من جهة أخرى.

6. هل يمكن أن تشاركنا بعض الأرقام التي تعكس نمو زد حتى الآن؟

في أقل من خمس سنوات، افتتحنا 63 فرعًا ما بين فروع خدمة السيارات وفروع لتناول الطعام، إضافة إلى 22 آلة خدمة ذاتية موزعة في الجامعات والمستشفيات والوزارات والبنوك والشركات في المنطقة الغربية وحدها. هذا التوسع مكّننا من بيع وتسليم ملايين الوجبات.

أما التطبيق، فبعد سنة ونصف من إطلاق خدمة الاشتراكات، ورغم أنه لا يمثل بعد سوى نسبة محدودة من إجمالي الطلبات، إلا أنه أظهر مؤشرات واعدة مع نسبة احتفاظ بالعملاء تتجاوز 75٪، ما يجعله أحد محركات النمو المستقبلية.

7. كيف تعاملتم مع التوسع السريع وضمان الاتساق في تجربة الفروع والمنتجات؟

التوسع السريع قد يكون سلاحًا ذا حدين، لذلك اخترنا خلال السنوات الخمس الأولى التوسع التدريجي في المنطقة الغربية فقط، لفهم العملاء وصقل النموذج. وفي المقابل، استثمرنا في معايير تشغيلية دقيقة، وتدريب مستمر للفرق، وأنظمة رقمية لمراقبة الأداء. بهذه الأسس ضمنا أن تجربة زد تبقى متسقة في كل الفروع، مهما كان حجم التوسع.

8. ما دور البيانات في تحسين تجربة العميل وتطوير منتجات جديدة؟

البيانات بالنسبة لنا هي البوصلة. نحلل تفضيلات العملاء وأنماط الطلب باستمرار، ومن خلالها نبتكر وجبات وخيارات جديدة تستهدف شرائح محددة مثل العائلات أو الطلاب أو الموظفين. كما نستخدم البيانات لضبط المخزون وتقليل الهدر، مما يعزز الكفاءة التشغيلية.

حاليًا نعمل على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي لتخصيص الوجبات بما يتناسب مع أهداف العملاء وأنماط حياتهم، في خطوة تواكب مستقبل قطاع الأغذية عالميًا.

9. كيف ترى دور زد ضمن رؤية 2030 وما تقدمه المملكة لرواد الأعمال؟

المملكة اليوم تعيش تحولات كبرى، ورؤية 2030 خلقت بيئة داعمة للابتكار وريادة الأعمال. نرى أنفسنا في زد جزءًا من هذا التحول: نخلق وظائف للشباب السعودي ونبني علامة محلية قادرة على المنافسة عالميًا، ونساهم في تقليل الهدر الغذائي وتعزيز نمط حياة صحي.

كما عقدنا شراكات مع جهات حكومية وأكاديمية ومجتمعية، مثل وزارة الحج والعمرة وجامعات سعودية رائدة وجمعيات صحية وخيرية. وكنا راعيًا ذهبيًا لقمة فودتك السعودية 2025. هذه الشراكات رسخت موقع زد كعنصر فاعل في المنظومة الوطنية لنمط حياة صحي ومستدام.

10. ما الذي يميز زد عن أي منافس محلي أو عالمي، ويجعلها استثمارًا طويل الأجل؟

يتميز زِد بتقديم مجموعة واسعة ومتنوعة من الخيارات التي تناسب جميع الأذواق والاحتياجات، وتشمل وجبات رئيسية متكاملة وسلطات طازجة وساندويتشات متنوعة وحلويات مميزة، ووجبات خفيفة(snacks). هذا التنوع يعكس ثقافة ونكهات محلية سعودية أصيلة ممزوجة بنكهات عالمية محببة للجميع، مما يجعل تجربة العميل غنية ومميزة سواء كان من المجتمع المحلي أو زائر من الخارج.

ومن أبرز نقاط قوة زد أيضًا المرونة العالية في تطبيق نموذجها في مواقع متعددة وأشكال مختلفة، بما يتناسب مع احتياجات المكان والعملاء. يمكنك أن تجد زد كفرع صغير داخل المستشفيات، أو نقطة بيع في الجامعات، أو مكائن البيع الذاتي، توفر وجبات على مدار الساعة، أو حتى كفرع كبير متكامل في المواقع الحيوية.

كما يمتد هذا المفهوم المرن إلى تطبيق الاشتراكات الذي يتيح للعملاء طلب وجباتهم بسهولة وتنظيم وجباتهم اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية بطريقة تناسب أسلوب حياتهم.

هذا التنوع والمرونة في نموذج العمل، سواء في الفروع أو من خلال التطبيق، يجعلان زد مختلفًا عن أي منافس محلي أو عالمي، حيث يجمع بين تنوع المنتجات والقدرة على التواجد في أي مكان لتقديم تجربة متكاملة وسريعة تلبي احتياجات عملائه

11. ما اللحظة الفارقة التي جعلتك تؤمن أن زد يمكن أن تصبح قصة نجاح كبرى؟

ثقافتنا قائمة على الابتكار وروح الفريق وتجربة أساليب جديدة. منذ البداية، كان تكرار الشراء وولاء العملاء ونمو المبيعات مؤشرات واضحة على أن زد ليست مجرد فكرة، بل استجابة لحاجة حقيقية في السوق.

هذه القناعة دفعتنا للاستثمار المباشر في البنية التحتية لنكون أقرب لعملائنا. ولعل أهم ما يميز رحلتنا أن النمو اعتمد في بداياته على استثمار عائلي سخي، حيث آمنت العائلة بالفكرة وضخت مواردها الخاصة لصقل النموذج. هذا الالتزام يعكس ثقة عميقة في نجاح زد.

12. كيف ستستفيد زد من التحول إلى شركة مساهمة والإدراج في السوق المالية (IPO)؟

نعتبر الإدراج محطة طبيعية في مسيرة زد. فهو سيمكننا من التوسع إلى مئات الفروع داخل المملكة ثم إقليميًا وعالميًا، وتعزيز مصنعنا المركزي بخطوط إنتاج جديدة، وتطوير تقنياتنا بشكل أكبر. كما سيمكننا من جذب مستثمرين استراتيجيين يشاركوننا الرؤية.

وقد نجحنا سابقًا في التوسع عبر الاستحواذات، ونرى أن الإدراج سيفتح لنا المجال لمواصلة هذا النهج جنبًا إلى جنب مع افتتاح فروع جديدة، ليصبح الاستحواذ جزءًا أساسيًا من استراتيجيتنا المستقبلية.

13. ما هي رؤيتكم المستقبلية؟

بعد عشر سنوات نطمح أن تكون زد جزءًا من الروتين الصحي اليومي للناس؛ حيث يجد كل شخص وجبته المثالية في أي وقت وأي مكان. رؤيتنا أن نصبح من العلامات العالمية الرائدة التي تعيد تعريف قطاع الوجبات السريعة، عبر تقديم منتجات صحية مبتكرة تغيّر العادات الغذائية نحو الأفضل، وتساهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا ونشاطًا، مستلهمين من رؤية السعودية 2030.

رحلة زد تعكس كيف يمكن للشغف حين يقترن بالتخطيط أن يتحول إلى منظومة غذائية متكاملة. ومع خطط الإدراج في السوق المالية السعودية، تستعد زد لمرحلة جديدة من النمو داخل المملكة، تشمل افتتاح مئات الفروع، إضافة خطوط إنتاج جديدة في مصنعها المركزي، وتوسيع استخدام التقنيات لرفع كفاءة التشغيل.

بهذا النهج، تمضي زد لتكون قصة سعودية ملهمة في قطاع الأغذية الصحية والوجبات الجاهزة للأكل، تسهم في تعزيز نمط حياة أكثر وعيًا، وتواكب مستهدفات رؤية 2030.

مشاركة المقال